في إطار دعم وتعزيز التعاون بين الدول العربية وجمهورية المانيا الاتحادية، نظمت جمعية الصداقة العربية الالمانية بتاريخ 11/11/2015م لقاءاً بمقر وزارة الاقتصاد ببرلين، بين السيد غيرد مولر، وزير الإقتصاد والتعاون بجمهورية المانيا الاتحادية، والسفراء العرب المعتمدين لدى المانيا، وذلك لبحث ومناقشة أوجه التعاون المختلفة والسُبل الكفيلة بدعمها وتطويرها، وقد تم خلال هذا اللقاء مناقشة المواضيع التالية:-
– اللاجئين الوافدين إلى المانيا، والهجرة الغير شرعية من شمال أفريقيا إلى اوروبا.
– الإرهاب وتنامي ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في بعض الدول العربية.
– التعاون الثنائي بين جمهورية المانيا الاتحادية والدول العربية في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التدريب والطاقات المتجددة.
أفاد السيد مولر خلال اللقاء بأن بعض المواطنين والمنظمات والأحزاب داخل المانيا ينتقدون الحكومة الالمانية على سياستها المتعلقة باستقبال اعداد كبيرة من اللاجئين وخاصة السوريين داخل المانيا، وطلب من سفراء الدول العربية توضيح دور بلدانهم في هذا المجال.
ابلغ السفراء العرب وزير الاقتصاد والتعاون بأن الدول العربية ساهمت بشكل كبير بالرغم من قلة إمكانياتها والظروف الصعبة التي تمر بها، في استقبال اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وتوفير السكن الملائم لهم وكذلك ادماجهم في المؤسسات التعليمية الحكومية لاستكمال تحصيلهم العلمي، وخاصة الدول المجاورة والقريبة من سوريا مثل لبنان، الاردن، قطر، الامارات، مصر، وتم إفادة السيد وزير الاقتصاد بأخر الاحصائيات التقريبية باعداد اللاجئين في هذه الدول وهي كالتالي:
الاردن: 1.400.000 لاجئ.
لبنان: 1.200.00 لاجئ.
العراق: 250.000 لاجئ.
مصر: 133.000 لاجئ.
ليبيا ودول شمال أفريقيا الأخرى: 25.000 لاجئ.
وأضافوا بأن دول شمال أفريقيا تستقبل يومياً المهاجرين غير الشرعيين من الدول الافريقية الراغبين في الهجرة إلى أوروبا، وتوفير الإقامة المناسبة لهم وإرجاعهم إلى بلدانهم بالتنسيق مع سفاراتهم، في ظل عزوف دول الاتحاد الاوروبي عن مساعدة هذه الدول بالإمكانيات المتطورة للحد منها والقضاء عليها.
أعرب وزير الاقتصاد الالماني عن امتنانه بالدور الهام الذي تقوم به الدول العربية اتجاه اللاجئين السوريين والهجرة غير الشرعية للدول الأفريقية بالرغم من امكانياتها المتواضعة.
فيما يتعلق بالإرهاب وتنامي ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في بعض الدول العربية، استعرض السيد الوزير الأوضاع الراهنة في كافة دول العالم وخاصة في سوريا والعراق وليبيا، وانتشار مقاتلي ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في بعض الدول العربية وما آلت اليه الأوضاع في هذه الدول، معرباً عن امله في تكاثف الجهود الدولية لمساعدة هذه الدول ودعم الجيش والشرطة بالمعدات اللازمة لمحاربة الإرهاب حتى تنعم شعوب هذه الدول بالامن والاستقرار.
كما تم خلال هذا الاجتماع مناقشة التعاون الثنائي بين جمهورية المانيا الاتحادية والدول العربية في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التدريب والطاقات المتجددة.
في هذا السياق أكد السيد السنوسي عبد القادر كويدير، سفير ليبيا المعتمد في المانيا، من خلال مداخلته، على أهمية التنويع في مصادر الطاقة بالدول العربية لتلبية الطلب المتزايد عليها، مضيفاً بأن الدول العربية ومن بينها ليبيا تعمل حالياً بجد في هذا الإتجاه، مضيفاً بأن قطاع الطاقة يعتبر موضوعاً مركزياً محورياً في العلاقات الإقتصادية العربية الألمانية، مؤكداً على أهمية الشراكة بين البلدان العربية وألمانيا في هذا المجال، منوهاً إلى أن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في الدول العربية يجب مواجهتها بالسعي إلى تطوير هذا القطاع الهام.
كما ذكر سفير دولة ليبيا لدى المانيا، بأن الشركات الألمانية تملك سمعة جيدة على الصعيد العالمي وتملك تكنولوجيا متطورة مما يحسن من فرص فوزها بصفقات تجارية في الدول العربية وليبيا، مضيفاً بأن جمهورية المانيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في مجالات كثيرة كتطوير البنية التحتية، أو بناء المنشآت الكهربائية، نظراً للسمعة الطيبة التي تتمتع بها الشركات الالمانية في العالم العربي في ما يخص التدريب المهني، ويمكن لالمانيا كذلك أن تلعب دوراً مهماً في إعادة بناء وإعمار ليبيا، وإنماء اقتصادها وتأمين الحدود الليبية من خلال الاتحاد الاوروبي، وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة، فهناك إهتمام كبير للشركات الألمانية للنهوض بقطاع الكهرباء كشركة (سيمنس) والمشروع المستقبلي لإستغلال الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية، ونقلها من الصحراء إلى شمال ليبيا لفتح أبواب الاستثمار أمام الشركات العالمية، مضيفاً بأن هناك العديد من الوفود الليبية المتخصصة في مجال الطاقة قامت بزيارة جمهورية المانيا الاتحادية خلال عامي 2013 و2014م وتم خلالها بحث ومناقشة هذا الموضوع بشكل تفصيلي مع أكبر الشركات الالمانية.