السفارة الليبية بجمهورية المانيا الأتحادية
تتفاقم أزمة الدواء في ليبيا بشكل يومي وخطير وخاصة في مدينة بنغازي نتيجة الاشتباكات المسلحة الدائرة هناك والتي أدت إلى انهيار كامل للخدمات الصحية في هذه المدينة المنكوبة وسط صمت المجتمع الدولي على انتهاكات الجماعات الارهابية المسلحة التي يتم تزويدها بالاسلحة المتطورة من بعض الدول العربية والأجنبية، وسوف يزداد الوضع تدهوراً في حال بقاء الوضع الأمنى متوتراً كما هو عليه الآن، حيث غادرت معظم الطواقم الطبية والمساعدين والممرضين الأجانب نتيجة تزايد ظاهرة القتل والخطف في هذه المدينة بشكل مخيف، كما تم استهداف المظاهرات السلمية التي خرجت تطالب بخروج هذه المليشيات من مدينة بنغازي،مما تسبب في مقتل 13 وجرح 35 متظاهر، وقد سمى هذا اليوم باليوم الأسود.
ونظراً لافتقار مركز بنغازي الطبي، ومستشفى الجلاء وبعض المراكز الأخرى في مدينة بنغازي إلى المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية للامراض المزمنة مثل
أمراض القلب، السكري، غسيل الكلي، الأورام وكذلك التطعيمات بجميع أنواعها، حيث لم تستلم هذه المراكز أدوية منذ فترة طويلة مما أدى إلى تزايد عدد الوفيات وخاصة بين كبار السن والأطفال.
ونتيجة لاستغلال بعض النفوس الضعيفة من التجار الذين ليس لهم دراية أو خبرة في استيراد الادوية وقاموا بتهريب بعض الادوية من الدول المجاورة بغرض تحقيق أرباح سريعة دون الاهتمام بالجودة أو الفاعلية، وعدم حفظها أو تخزينها بالشكل المطلوب بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة مما أدى إلى تلفها وازدياد معاناة المرضى بعد استعمالها.
وانطلاقاً من أن توفير الدواء والرعاية الصحية للمواطنيين الليبيين يعتبر حاجة ملحة وضرورية في هذه المرحلة الحساسة والصعبة التي تمر بها بلادنا الحبيبة، وفي ظل النقص الشديد الذي تعانيه معظم المستشفيات في مدينة بنغازي ومعاناة المرضى من صعوبة الحصول على الدواء بسبب عدم
توفر السيولة اللازمة لدى وزارة الصحة، تسعى السفارة الليبية في المانيا إلى المساهمة في توفير الأدوية المطلوبة والعاجلة لهذه المراكز، وستقوم لجنة من المختصين بالحضور إلى المانيا والتنسيق مع المكتب الصحي في المانيا لإعداد قوائم تتضمن الادوية والاحتياجات العاجلة المطلوبة، حتى يتم مخاطبة شركات تصنيع الادوية في المانيا لتوفيرها وشحنها إلى مدينة بنغازي في أسرع وقت ممكن.
وفي هذا الصدد تأمل السفارة الليبية في المانيا من كافة المؤسسات الليبية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال الليبيين والمواطنيين والجمعيات الخيرية للمساهمة بشكل جماعي أو فردي في توفير بعض الادوية والمستلزمات الطبية لمدينة بنغازي حتى نخفف من معانات المرضى هناك ونتفادى الدخول في كارثة إنسانية حقيقية لا تحمد عقباها.
حفظ الله ليبيا
السنوسي عبد القادر كويدير
سفير دولة ليبيا لدى جمهورية المانيا الاتحادية
28/10/2015م
