انعقدت قمة الأعمال التجارية الألمانية الأفريقية على مدى يومي السابع و الثامن من الشهر الجارى و الذى قامت بتنظيمها مجموعة سفارى ( SAFARI) التي تعرف باسم مبادرة الجنوب الإفريقى للمشروعات الألمانية . و حظى المؤتمر بحضور جلل من شخصيات سياسية رفيعة المستوى من مختلف الدول ، حيث حضر من الجانب الليبي السيد / ادريس الشريف ـ مساعد وكيل وزارة المالية و سعادة السفير / السنوسى كويدير ـ سفير دولة ليبيا لدى جمهورية المانيا الاتحادية . كما كان هناك تواجد كبيرمن الشركات الضخمة مثل سيمنس و تويوتا و شركة فورمانو غيرها…
سلطت القمة الضوء على تعريف القارة الأفريقية كشريك تجارى واعد فضلآ عن انها تتلقى المساعدات من الدول الأوروبية و الامريكية ، وأن أفريقيا تشهد تغيراً كبيراً كونها القارة الأسرع نمواً من الناحية الديمغرافية والاقتصادية.
بدأت مجريات المؤتمر في اليوم الاثنين الموافق 7 سبتمبر 2015 بمقر البنك الألمانى DEUTSCHE BANK حيث القى كلمة الافتتاح السيد الدكتور / هاينز فالتر جروسه ( Dr. Heinz-Walter Große) ـ رئيس مجموعة سفارى. ثم قام السيد الدكتور / فرانك فالتر شتاينماير (Dr.Frank-Walter Steinmeier) ـ وزير الخارجية الألمانية بإلقاء المحاضرة الرئيسية . وعلى هامش المؤتمر عُقد اجتماع المائدة المستديرة و تم مناقشة قضايا اقتصادية افريقية.
على هامش القمة التقى السيد / ادريس الشريف ـ وكيل وزارة المالية الليبي و السيد / السنوسى كويديرـ سفير ليبيا بألمانيا بالعديد من الشخصيات السياسية و الإقتصادية المشاركة بالقمة منها السيد/ جروسه ـ رئيس مجموعة سفارى و معالى وزير/ زيجمار جابريل ـ وزيرالاقتصاد و الطاقة الألماني ، حيث تناول هذا اللقاء الجانبى افق تعزيز التعاون المستقبلي بين الدولة الليبية و الاتحاد الافريقى من جهة و جمهورية المانيا الاتحادية من جهة آخرى ، و تكاثف الجهود لمساعدة ليبيا في القيام بوجباتها الدولية من مكافحة الهجرة الغير شرعية و الإتجار بالبشر و ضبط الحدود ، ووضع آلية جديدة لتحسين مناخ الاستثمار الألمانى في السوق الليبية الواعدة و تحديث البنية التحتية لخلق سوق عمل ليبى ألمانى مشترك .
الجدير بالذكر أن ليبيا تعتبر بوابة افريقيا بالنسبة لآوروبا و أنها تمتلك استثمارات متعددة منها محفظة افريقيا التابعة لمؤسسة الاستثمارات الليبية كما أن وزارة المالية الليبية تمتلك النسبة الأكبر من رأس مال مصرف الساحل و الصحراء الذي يوجد له فروع في 14 دولة افريقية .
أن قضايا التنمية في افريقيا تخص ليبيا من الطراز الأول بقدر ما تخص آوروبا حيث أن تنمية افريقيا و الاستفاده من مواردها الطبيعية و البشرية ينعكس بصورة إيجابية على استقرار ليبيا و بالتالى على استقرار آوروبا ، و بذلك ستقطع السبل التى تؤدى للهجرة الغير شرعية . فتلك هي المعادلة الصعبة التي يجب التعاون و تكاثف الجهود لتحقيق توازن عناصرها .
استمرت فعاليات المؤتمر في اليوم التالى ـ الثلاثاء الموافق 8 سبتمبر 2015 بالمقر الاقتصادى الألماني ، وقد قام السيد / جون ماهاما (John Mahama) رئيس جمهورية غانا بإلقاء محاضرة ، وبعد الإستراحة قام معالى الوزير / جريد مولر (Dr. Gred Müller) وزير الاقتصاد و التنمية الألماني بإلقاء كلمة بعنوان التعاون الاقتصادى الناجح و كيفية مواجهة التحديات و أفضل الحلول لبناء علاقات اقتصادية قوية .
و في سياق مناقشات المؤتمر تم مناقشة الهجرة الحالية و كيفية التصدى للأسباب المؤدية لها ، والتركيزعلى إضافة جوانب مهمة لتحسين ظروف الحياة في البلدان الأفريقية ومعالجة الأسباب الجذرية للفقر والهجرة، والتصدى للجهات الداعمة للإرهاب ، وأن الإستثمار في الأعمال التجارية و تحسين التدريب يخلق فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية اليومية و المستقبلية .