في الوقت الذي تتابع فيه السفارة الليبية في المانيا الوضع الراهن في بلادنا الحبيبه، والذي يتجسد في محاولة المليشيات المسلحة إسقاط الشرعية وعرقلة بناء الدولة وإجهاض المسار الديمقراطي في البلاد، وتدمير مقدرات الشعب الليبي، برز الموقف المُبهر والرائع لرجال وطنيون، لا يسعنا في هذا الوقت العصيب إلا أن نتخذهم رمزاً يتجسد فيه المعنى الحقيقي للوطنية، والرغبة الصادقة لبناء الوطن، هم رجال الإطفاء الليبيون، الذين تمكنوا بعون الله من السيطرة على حريق الخزانات النفطية بميناء السدرة النفطي وإخمادها بجهود ذاتية متواضعه وبطولة منقطعة النظير، وبدون أي مساعدة خارجية، وعرضوا حياتهم للخطر لإنقاض المنطقة من خطر محتم كاد أن يؤدي إلى كارثة بيئية محتمة، وتم إخماد النيران التي كانت مشتعلة في الخزانات النفطية السبعة بعد معاناة دامت نحو تسعة أيام متواصلة ليلاً ونهاراً.
تهنئ السفارة الليبية في جمهورية المانيا هؤلاء الوطنيون وتشد على أيديهم، فبطولاتهم التاريخية المشرفة لاقت استحسان وانبهار الأوساط المدنية والسياسية والإعلامية، المحلية والدولية، حيث تلقت السفارة العديد من المكالمات الهاتفية ورسائل التهنئة من الجهات الالمانية المختلفة تعبر من خلالها عن إعجابها بهذا الإنجاز الوطني المبهر والرائع والذي فاق كل توقعاتهم.
كما لا يفوتنا أيضاً أن نذكر الجنود المجهولون العاملون بشركة كهرباء بنغازي على عملهم الدؤوب المتواصل في ظروف مناخية غاية في الصعوبة وتحت قذائف المليشيات المسلحة، وبأقل الأمكانات لتوفير الكهرباء للمواطن الليبي في المنطقة الشرقية في هذه الظروف الشتوية القاسية.
هؤلاء هم أبناء الوطن الحقيقيون، الذين تعول عليهم ليبيا في مرحلة البناء القادمة رفقة زملائهم الوطنيون في المجالات الأخرى، للنهوض ببلادنا الحبيبة وجعلها في مصاف الدولة المتقدمة، ونتمنى من الله العلي القدير أن يعم الأمن والأمان في بلادنا، وان تنتهي معاناة أهلنا في أقرب وقت ممكن، ولن تدخر السفارة الليبية في جمهورية المانيا الاتحادية، وبكافة إمكاناتها وصلاحياتها، جهداً لمد يد العون لبلدنا الغالي، ولأبنائنا في كافة ربوع الوطن.
حفظ الله ليبيا
السفارة الليبية
في جمهورية المانيا الاتحادية
04/01/2015