||
الرئيسية / أحداث / مؤتمر السلام العالمي في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول

مؤتمر السلام العالمي في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول

انعقد مؤتمر السلام العالمي في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول خلال الفترة 17-18 سبتمبر 2014م والذي نظمه التحالف الدولي للأديان من أجل السلام  بالتعاون مع معهد الثقافة الدبلوماسية وذلك بمشاركة وحضور أبرز الزعماء السياسيين ورجال الدين والقيادات النسوية والشبابية حول العالم.

وانطلاقا من تعاليم ديننا الحنيف وقوله تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} (سورة آل عمران: [الآية: 64].)، وقوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(سورة العنكبوت: [الآية 46] ، كما ان التعايش بهذا المعنى بين اتباع الأديان المختلفة لا يرفضه الإسلام، ويدل عليه معنى البر والإحسان والقسط الوارد في مثل قوله تعالى :{ َلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(الممتحنة: 8). ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما هاجر إلى المدينة المنورة، كان فيها أتباعه من المسلمين، إضافة إلى بعض المشركين العرب، وقبائل يهودية، فأقام حلفاً مبنيّاً على التكافؤ والعدالة بين المسلمين واليهود، فلم يأت النبي صلى الله عليه وسلم ليمحو وجود اليهود من المدينة، وإنما اعترف بدينهم، وترك لهم حرية ممارسة شعائرهم، ولم يتعرض أبداً لشعائرهم، بل كان يدعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، لذا كان للحضور الاسلامي دورا بارزا في هذا المؤتمر تمثل في الحضور الفعال للعديد من الشخصيات البارزة في العالم الاسلامي.

كما شارك في المؤتمر العديد من ممثلي منظمات الشباب العالمية للمشاركة في التمهيد من أجل المستقبل في عالم يسوده السلام.عمر-عبد-الكافى

وقامت وفود التحالف بأكثر من 13 رحلة حول العالم من أجل الدعوة لتضافر الجهود فيما بين الزعماء السياسيين ورجال الدين في المجتمع الدولي.

وترأس المؤتمر رئيس التحالف الدولي للأديان والثقافات من أجل السلام الدولي السيد مان هي لي ورئيسة مجموعة المرأة العالمية من أجل السلام.

و استضاف المؤتمر الذي دام ليومين أكثر من 2.000 من كبار الشخصيات الذين شاركوا في النقاش حول شتى الموضوعات المتعلقة بالأديان والثقافات والسلام العالمي، ومن بينهم أبرز الشخصيات من الرؤساء ورجال الدولة السابقين ورجال الدين والأكاديميين وأعضاء المجالس التشريعية وقادة المجتمع والشباب والمرأة من جميع أرجاء ac52d7ae-0cc3-466a-a189-42cd4a844d0c
العالم.

وسعت هذه القمة لإنشاء شبكة عالمية متينة يتكامل فيها كافة المجموعات ورؤساء كل من التحالف الدولي من أجل السلام العالمي ومديره الذين سافروا حول العالم وعقدوا اجتماعات مع قادة المجتمع من أجل التوصل لمسودة لاتفاقية عالمية قابلة للتطبيق هادفة لإنهاء جميع الحروب والصراعات.
وقام العديد من الشخصيات الدينة البارزة والشخصيات السياسية بتقديم دعمهم الكامل للحركة ومن بينهم الشيخ عمر عبد الكافي والشيخ أحمد الكبيسي و السيدة توكل كرمان والسيد حارث سيلاجيتش “خريج جامعة البيضاء الاسلامية ورئيس خارجية البوسنة سابقا” و (إميل كونستاتينشو (من رومانيا) و رودريغو إستجبيان ميزيك (من كرواتيا) وغيرهم.

وتركزت القمة بصفة رئيسية حول مسألة التوصل لنقطة للتقارب بين شتى المذاهب والثقافات من جميع أنحاء المعمورة وتقارب الأفكار والقيم الدينية العالمية ونشر5XGA97RW-TJWQ3C

رسالة السلام.

 

 

كما كان الثمثيل الليبي المشرف حاضرا في هذا المؤتمر من خلال سفير ليبيا لدى جموهورية المانيا الاتحادية السيد السنوسي اكويدير، والذي وجهة له دعوة شخصية من رئاسة المؤتمر، وقد القى كلمة في جموع الحاضرين تعكس سماحة الدين الاسلامي المعتدل، والالتزام بتعاليم ديننا الحنيف في نظرتنا للأديان الاخرى والتعامل معها، وفيما يلي نص كلمة السفير الليبي السيد السنوسي اكويدير:

B._Südkorea

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

     بادئ ذي بدء يطيب لى أن أتقدم بالشكر والتقدير للسيد رئيس المؤتمر/ مان هي لي، والسادة أعضاء المنظمة الكرام على دعوتهم لى لحضور هذا المؤتمر الهام وإتاحة الفرصة لإلقاء كلمة أمام الجمع الكريم.

     لاشك أن لمختلف الاديان والثقافات تعاليم ومبادئ للحفاظ على التعايش السلمي بين البشر من خلال القيم الانسانية التي تتضمنها. إلا أن العالم اليوم لا يزال يعيش حقبة من الاضطربات والعنف والحروب، جلّ ضحاياها من الابرياء، شاركت فيها الجماعات المتطرفة تارة باسم الدين وتارة باسم النظريات السياسية والفكرية. مما أدى الى تفاقم العنف والكراهية المتبادلة بين العديد من الجماعات، أدت الى ظهور الإرهاب والحروب التى ادخلت العالم فى دوامة من عدم الاستقرار والفوضى. فمن حق الانسان الحياة في أمن وسلام. ولا يحق لأى جماعة أو هيئة  أو منظمة أن تعتدى على تلك الحقوق بغض النظر عن ثقافتها وديانتها ومهما كانت مبرراتها، وإذا فعلت ذلك فإن فعلها لا يندرج إلا فى خانة  واحدة وهى الارهـــاب.

     لقد شهدت الفترة الاخيرة نزاعات كبيرة وسَّعت رقعة الكٌره بين الإسلام والاديان الاخرى، وزرعت حب الانتقام بطرق متعددة بعيداً عن التواصل بالحوار والتفاهم الذي حثنا عليه الاسلام الحنيف، حيث أن الأزمات المالية والاقتصادية لعبت دوراً مهماً.

     إن الدين الإسلامي لا يمنع التحاور كونه قناة تواصل مع الاخرين ويؤكد على احترام الرأي الآخر. كما أن الأمة الاسلامية تمتلك رصيداً حضارياً يجعلها في مضمار الريادة والسبق في الحوار حول الموضوعات الإنسانية والتعاون بين البشر، لتحقيق التعايش السلمى وتخفيف التوترات ولمحاربة الظلم الاجتماعي والعنف والارهاب.

     كما أن الدين الإسلامي يمتاز بخصائص امتلاك زمام المبادرة فى تقديم الحلول الملائمة للأزمات الانسانية، وكذلك فإن الحوار منهج إسلامي أصيل:

قال الله تعالى: ” قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم “

     إن للسلام العالمي في الإسلام لشأن عظيم، فما أرسل الله الرسل والأنبياء إلا بهدف بنائه، وما كان السلام في الإسلام امراً شخصيا بل ايضاً عالميا و شمولياً.

     فالقرآن الكريم كان ولايزال الرحمة المهداة من السماء لسلام أهل الأرض وسعادتهم وجعل المؤمنين به اخوة متحابين في الله.

     ( السلام ) هو اسم من اسماء الله. فمن أحب السلام فقد أحب الله وأعداء السلام هم أعداء الله.

     إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن منذ فجر الرسالة أن مصدر الاديان السماوية واحد، حيث قال فى خطبة الوداع: “أيها الناس إن ربكم واحد وإن دينكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب.”

     كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مصدق لما بين يديه من التوراة والانجيل.

     أخيراً وليس بآخر، نأمل من الجميع بذل المساعي اللازمة لمعالجة قضايا الاضطهاد العنصري، التى بدأت تنتشر فى عدد من دول العالم من منطلق أن الاديان تأمر متبعيها بالتسامح ونبذ التعصب والعنصرية والتطرف.

و فى الختام احيكم بتحية الإسلام التى لا تخلو من السلام وهى

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

الســــيد / الســـنوسى كويديـــــر  

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*